آخر الأخبار

الأحد، 8 مارس 2015

شاب من ميسان يبتكر محرقة صديقة للبيئة






/العمارة/ نينا/ تقرير: ماجد البلداوي/
تلوث البيئة في محافظة ميسان بجنوب العراق دفع الشاب أبو الفضل زياد إلى ابتكار آلة تستخدم لحرق النفايات والمخلفات الأخرى بمواد متوفرة.

 ويقول المخترع الذي لا يتعدى عمره 15 عاما، إن آلية عمل الجهاز بسيطة وهو يخدم عددا من المنشآت وخاصة المستشفيات بحرق المواد ونواتج النفايات الطبية بدلا من تركها في العراء لتلوث البيئة.
وعن طبيعة عمل المحرقة يقول أبو الفضل للوكالة الوطنية العراقية للانباء/ نينا/:" إنها تقوم بتصفية النواتج والغازات الناتجة عن عملية الاحتراق من خلال غرفة وجهاز محرك يؤدي إلى شفط الهواء ومنه إلى "الفلاتر" الخاصة بالتصفية، وتقسم إلى ثلاثة مراحل الأولى الطين القطني، والثانية الكربون النشط، والثالثة الكربون النشط الصلب، ومن خلال تنقية النواتج يتم إنتاج أوكسجين نقي 100% بدلا من النواتج المضرة بالبيئة.
 (  20 طنا بالساعة )
ويضيف المخترع أن مواد تصنيع الجهاز بسيطة جدًّا ومتوفرة وقد ساهم منتدى الرعاية العلمية في المحافظة  بتوفيرها، إلا أن على الجهات ذات العلاقة أن تتبنى هذا الجهاز بجدية كي يدخل للعمل على أرض الواقع لتحقيق نتائج مفيدة، بدلا من ترك المخلفات الطبية منتشرة في كل مكان تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف وتلوث الجو.
ويؤكد أبو الفضل أن المحرقة تستطيع أن تحرق أكثر من عشرين طنا من النفايات خلال ساعة واحدة، اعتمادا على حجم المحرقة، كما تستطيع إنتاج هواء نقي خال من الغازات السامة من خلال تكثيف الأبخرة المتصاعدة.
ورغم نجاح المحرقة في عمليتي الفحص والتقييم والتقدير من خلال لجنة خاصة من دائرة الرعاية العلمية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، فإن المعنيين لم يقدموا -حتى الآن- ما تعهدوا به من توفير المبالغ اللازمة لتصنيعها كي تدخل أرض الواقع.
ويشير الشاب المبدع إلى أن الجهاز شارك مع مجموعة أجهزة أخرى من خلال مسابقة نظمتها دائرة الرعاية العلمية التابعة لوزارة الشباب والرياضة وحصل على المركز الأول، متمنيًا من الدولة أن تهتم بهذا الجهاز لأنه مفيد لحماية البيئة في وقت نلاحظ فيه أن أغلب الدول العربية ودول العالم تعطي جل اهتمامها للبيئة.
(ابتكارات أخرى)
 ويبين أبو الفضل أنه استطاع ابتكار ثمانية أجهزة أخرى منها جهاز خاص بالتنصت، وآخر لتنقية المياه، وثالث لتحديد المواقع بمنظومة بسيطة، ومنظومة الإنذار المبكر لحالات السرقة، وجهاز إطفاء وإنذار الحرائق، وجهاز استشعار ضد الحوادث المرورية من خلال استخدام الهاتف النقال، وجهاز كشف المتفجرات والعبوات اللاصقة، وجهاز تنظيم وقوف السيارات داخل المواقف المتعددة الطوابق، مؤكدا أن هذه الأجهزة عملية ومجربة وله فيها شهادات تؤكد ذلك.
من جهته يؤكد مدير بيئة محافظة ميسان  سمير عبود عبد الغفور أن المحرقة أثبتت أنها عملية في ظل بيئة ملوثة مثل ميسان بمختلف الملوثات، كمعامل الطابوق والمخلفات الأخرى ويمكن أن تنجح إذا ما استخدمت بشكل عملي هواءً نقيا إلى جانب إنتاج غاز الميثان المفيد لأغراض صناعية وغاز الأوكسجين النقي.
وأضاف عبد الغفور أن المشكلة التي تواجهها المحافظة هي عدم وجود معمل أو جهاز لتدوير النفايات الصلبة بصورة عامة والنفايات الطبية بشكل خاص، مؤكدا أنهم لطالما حذروا من المخاطر السلبية لتلك النفايات وتأثيرها على البيئة والصحة والكائنات الحية الأخرى "ولكن يبدو أنه لا أهمية لتلك التحذيرات والإنذارات التي نصدرها بين الحين والآخر".

(صديقة البيئة)
ويتفق مهندسو قسم الإلكترونيك في المعهد التقني بالعمارة مع ما ذهب إليه عبد الغفور من ضرورة الاستفادة من ابتكار كهذا وسط بيئة أقل ما يقال عنها إنها غير صالحة للعيش وتنطوي على مخاطر محتملة وقد تنذر بكارثة بيئية إذا ما بقي الوضع على حاله، بحسب حديثه.
ويرى مدير الرعاية العلمية لشباب ميسان جواد شتيوي أن أبا الفضل من بين شباب يعدون على أصابع اليد ويمكن أن يحدثوا تغييرا جذريا في واقع هذه المحافظة التي أصبحت مهملة بيئيا، /حسب قوله/ ، منوها بأن ما يجري من حالات  تكدس النفايات والمخلفات وتعطل أغلب المشاريع التنموية بحجة تأخر إقرار الموازنة المالية قد حول بعض مناطق المحافظة إلى مكب للنفايات، وفقا لتعبيره./انتهى


0 التعليقات :

إرسال تعليق