آخر الأخبار

الأحد، 8 مارس 2015

دعوة لتشريع قانون يحمي الإنسان من سرقة أعضائه الجسمية وداعش تتاجربالأعضاء البشرية



/تقرير ماجد البلداوي/ .. إذا كانت الجريمة المنظمة قد بدأت في ميدان المال والاقتصاد والابتزاز المالي، فهي اليوم قد تجاوزت الى ميادين أخرى ذات إبعاد اجتماعية وسياسية كجرائم المخدرات والإرهاب وجرائم الاتجار بالبشر التي يتم التخطيط لها في دولة معينة و تنفذ في دولة أخرى او أكثر.


وربما تعد تجارة الأعضاء البشرية من الوسائل المستحدثة في العراق بعد احتلال عصابات داعش الإرهابية لمدن الموصل وتكريت وبعض المدن العراقية نتيجة ضعف الجانب الامني وتراخي المسؤولين في بعض الحكومات المحلية بعد ان كنا نسمع عن مثل هذه التجارة والعمليات المنافية للشرع والاعراف التي تحصل في بعض الدول الفقيرة مثل الهند، الباكستان،والبرازيل ومؤخرا ألحقت بها دول عربية وافريقية ومنها على وجه الخصوص مصر وسوريا… انتقلت هذه التجارة او لنقل الجريمة المنظمة الى العراق لكونه اصبح الآن ساحة خصبة لممارسة مثل هذه التجارة القذرة.
ولعل ماشجع قيام مثل هذه التجارة هو اعمال العنف والقتل والدمار التي يشهدها العراق حيث نشطت عصابات الجريمة المنظمة للقيام بأعمال يندى لها الضمير الإنساني، من أعمال منكرة من بينها /اختطاف الاطفال/ وكذلك المشردين والمجانين كي تنتزع منهم الأعضاء البشرية المطلوبة بعد قتلهم، وتبيع هذه العصابات تلك القطع من أعضاء الجسم بمبالغ خيالية ، كما تقوم بسرقة الجثث الممزقة مجهولة المعالم والتي لا يوجد من يستلمها، او سرقة الجثث بعد دفنها بقليل،
ويرى الدكتور نبيل جاسم الصالحي / جراح متقاعد/ ان هذه التجارة مستحدثه وتعيدنا الى أكثر من أربعة عشر قرنا على ظهور الإسلام الذي حرم تجارة الرقيق الا أنها الآن أصبحت تنتشر انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء العالم بالرغم من التقدم العلمي الحديث الذي نعيش فيه الان الا أننا نجد أنفسنا في مواجهة خطر جديد يهدد البشرية وهو تجارة الانسان لأخيه الانسان والاتجار في أعضائه التي خلقه الله عليها فنجد من يبيع جزءا من جسده لكي يتكسب بعض الاموال ونجد بعض التجار الذين يستغلون معظم الكوارث التي يمر بها العالم لكي ينشروا تجارتهم ويستغلوا الفقر والفقراء لكي يقوموا بأعمالهم من بيع وشراء واستغلال لحاجة البشر فنجد أنفسنا الان أمام ظاهرة خطيرة تستحق الوقوف عندها .

ويقول الدكتور عبد الكريم الموزاني استاذ الارشاد النفسي في جامعة البصرة لقد امتدت التجارة في ظل الظروف الصعبة وتطور العلم والجريمة ووسائل التنقل والاتصال الى أعضاء الإنسان، حيث باتت تباع اعضاؤه كما تباع الادوات الاحتياطية للسيارات والمكائن، وما هو قادم ينذر بالكثير من الكوارث الاخلاقية والانسانية ربما غابت وتغيب عن بال البشر.. ولكن التفكير الإجرامي الشيطاني مازال يقظا ومتطورا… ولابد من الوقوف في وجهه… وآن الأوان للتفكير بمستقبل آمن للبشر، وللبشرية، وحماية الضعفاء من جشع الطماعين.
واضاف: "ان موضوع الاتجار بالأعضاء البشرية آخذ بالاتساع والانتشار في شتى أنحاء العالم، لذا يتطلب عقد المؤتمرات والندوات العلمية على مستوى الطب والقانون والأجهزة الأمنية، للتداول في سبل التصدي والمكافحة.
ويقول الدكتور احمد اللامي الجراح في احدى المستشفيات الاهلية بالاردن وسوريا :" ان مامطلوب الان هو العمل الجاد والعاجل على سن قوانين تجرم عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية، وبخاصة تلك التي ترتكبها عصابات منظمة، او استخدام طرق احتيالية في سرقة الاعضاء البشرية والتنسيق بين الجهات الصحية والامنية على النطاقين المحلي والدولي، لمكافحة جرائم الاتجار بالاعضاء البشرية وقيام نقابات الاطباء بالتدقيق وملاحظة اقدام /البعض القليل / من عديمي الضمير ممن يستغلون صفاتهم الطبية في القيام بارتكاب هذه الجرائم بدوافع الجشع المادي واتخاذ الاجراءات التأديبية بحقهم فضلا عن الاجراءات الجزائية وقيام الجهات الصحية والامنية بالتوعية الصحية للمواطنين للحذر من الوقوع في حبائل المحتالين والمجرمين وتيسير سبل الابلاغ وحماية المخبرين.
واضاف:" لكننا امام سؤال كبير يجب ان نطلقه عاليا أمام الاطباء وهو اين الضمير؟ واين شرف القسم الذي اقسم عليه هؤلاء الأطباء يوم تخرجهم؟ وكيف يأمن الانسان على نفسه اذا احتاج يوما الى مراجعة مستشفى؟ سؤال كبير… لكنه يحتاج الى جواب اكبر.
(تجار محترفون يمارسون السمسرة على حساب صحة الإنسان
يذكر بعض العائدين من دول الجوار ان احدى الاسر الفقيرة التي اضطرتها الظروف الى النزوح الى بيروت وتحت الضغط المستمر من بعض الوسطاء الذين يشجعون المحتاجين الى بيع اجزاء من اجسادهم لتسديد نفقات اقامتهم حيث قامت هذه الاسرة ببيع ثلاث كلى من افراد العائلة لاحدى العيادات الطبية الاهلية مقابل الحصول على مبلغ عشرة آلاف دولار.
وهناك روايات لايمكن للضمير الإنساني ان يستوعبها لفضاعتها وغرابتها .. حيث دفعت الحاجة اغلب اللاجئين العراقيين في دول الجوار ممن دعتهم الحاجة الى بيع أجزاء من جسمهم كالعيون والكلى وبعض القطع البشرية لمرضى يعانون من الحاجة الى هذه القطع مقابل دفع آلاف الدولارات. في حين تنتشر بعض المافيات التي تمارس مثل هذه الأعمال وكأن الإنسان أصبح سلعة رخيصة للبيع.
ويؤكد عدد كبير من العراقيين المقيمين في عدد من الدولة العربية الى ان بعض المستشفيات المنتشرة في السعودية والأردن وسوريا تمارس تجارة بيع الأعضاء البشرية حيث توجد هناك مكاتب خاصة لبعض الأطباء يقومون بممارسة مثل هذه التجارة الرخيصة المنافية لكل القيم والأخلاق الإنسانية.
وشدد عدد من منظمات المجتمع المدني على المطالبة بالحماية الان ليس من المفخخات والتفجيرات فحسب بل من سرقة أجسادنا ونحن أحياء !!.. وفي الوقت ذاته نطالب الجهات المعنية والبرلمان العراقي الى إقرار قوانين جديدة لحماية الإنسان العراقي من أعضائه آملين ان يخصص البرلمان جلسة او بعض جلسات لمناقشة هذا الموضوع المهم.. مثلما هو منشغل الان بإقرار وصياغة مشاريع جديدة في الوقت الذي اصبح مثل هذا الموضوع مثار جدل واسع في الأوساط الصحفية والثقافية والمؤسسات المعنية بهذا الشأن.
(داعش تتاجر بالأعضاء البشرية )
قضية تجارة الأعضاء البشرية التي يديرها /داعش/تعود إلى الواجهة مع اكتشاف مقابر جماعية في المناطق التي يفقدها التنظيم بسوريا والعراق والشواهد الحية لغياب الأعضاء الحيوية منها.
وبحسب السفير العراقي لدى الأمم المتحدة الذي قدم أدلة على أن داعش يعتمد الاتجار في الأعضاء البشرية كمصدر للدخل في العراق حيث أقدم على قتل الأطباء الذين رفضوا التعاون معه واتهم السفير عصابات داعش بتهريب الكنوز الأثرية إلى خارج العراق لتمويل عملياته.
وأضاف:" ان الحكومة العراقية اكتشفت قبورا جماعية، بها جثث عليها شقوق على الظهر وأن بعض الأعضاء كانت مفقودة والمقصود هنا تلك الأجزاء التي تستخدم للتجارة مثل الكلى، القلب، الكبد وأوضح أن الحكومة تنصتت على اتصالات لعناصر تلك التنظيمات الإرهابية وأظهرت تلقيه طلبات للحصول على أعضاء بشرية فيما أشارت تقارير وشهادات الأشخاص الذين يخرجون من المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات داعش يتحدثون عن أطباء متخصصين يعملون تحت أمرة التنظيم يتوجهون بعد عمليات الإعدام أو الاشتباكات للإسراع في انتشال الأعضاء البشرية التي ربما عليها حجوزات للاستفادة منها فيما بعد.
وكانت صحيفة “ديلي ميل”البريطانية كشفت في تقرير سابق لها نشرته بشهر ديسمبر/كانون الأول عام 2014 عن تحول عصابات داعش الإرهابي في سوريا والعراق إلى الإتجار بالأعضاء البشرية لتمويل نشاطه في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن “عصابات داعش” تمكن من ملء خزينة حربه التي تكلف مليوني دولار أمريكي سنويا من مجموعة متنوعة من المصادر الغامضة من بينها إنتاج النفط، والإتجار بالبشر وتهريب المخدرات.
ونوهت إلى أنه اتضح اليوم أن “عصابات داعش” يقوم منذ شهور بتجنيد أطباء أجانب لاستئصال الأعضاء الداخلية – ليس فقط من جثث مقاتليهم المتوفين ولكن أيضا من الرهائن الأحياء – ومن بينهم أطفال من الأقليات في العراق وسوريا.
وأشارت “ديلي ميل” إلى أنه تم الكشف عن تلك الأنباء المروعة في تقرير إخباري نقلا عن طبيب أنف وأذن وحنجرة عراقي يدعى سيروان الموصلي، الذى أفاد أن “داعش” استعان بأطباء أجانب لإدارة شبكة واسعة للإتجار بالأعضاء من مستشفى في مدينة الموصل، التي يسيطرون عليها في شمال العراق، وأن هذه الشبكة بدأت بالفعل تجني أرباحا هائلة.
ولفتت الصحيفة إلى مزاعم التقرير والتي تشير إلى أن العصابات الإرهابية خصص قسما مختصا بتهريب الأعضاء البشرية تتمثل مسؤوليته الوحيدة في بيع القلوب والأكباد والكلى البشرية في السوق السوداء الدولية المربحة.
وشهد الطبيب، بأنه لاحظ في الآونة الأخيرة حركة غير عادية داخل المرافق الطبية تم خلالها الاستعانة بجراحين عرب وأجانب في الموصل، ولكن تم في الوقت نفسه منعهم من الاختلاط بالأطباء المحليين، ثم تسربت معلومات حول بيع الأعضاء البشرية.
وتابع التقرير أن الجراحات تجرى داخل أحد المستشفيات ويتم نقل الأعضاء بسرعة من خلال شبكات متخصصة في الإتجار بالأعضاء البشرية، وأوضح الطبيب أن الأعضاء تأتي من المقاتلين الذين سقطوا وتم نقلهم بسرعة إلى المستشفى، فضلا عن المصابين الذين تم التخلي عنهم أو الأفراد الذين يتم اختطافهم أو الأسرى المصابين.
وأوضح التقرير أنه يتم تهريب معظم الأعضاء من سوريا والعراق إلى عدة بلدان مجاورة من بينها تركيا حيث تباع إلى عصابات إجرامية تقوم بدورها ببيعها الى مشترين مشبوهين في جميع أنحاء العالم.
وقد زاد الطلب على الأعضاء البشرية فى السنوات الأخيرة فى معظم دول العالم، لدرجة أن هناك أكثر من 13 ألف فرنسي ينتظرون متبرعا معظمهم يبحث عن قلب وكبد وكلى، فيما بلغ عدد المسجلين على قوائم الانتظار في الولايات المتحدة نحو 97 ألف مريض وأكثر من 20 ألفا فى الصين.
يذكر أن معظم أعضاء الجسم البشري إن لم تكن كلها أصبحت قابلة للبيع كقرنية العين والشريان الأبهروصمام القلب ووتر الذراع، وعظام اليد والقدم وعظام الساق حتى وصلت الى أجزاء من الجلد وجرعة دم الحبل السري صارت من الحاجات الضرورية لعمليات زرع الأعضاء ./انتهى
الوكالة الوطنية العراقية للانباء/ نينا/

جريدة الزوراء

0 التعليقات :

إرسال تعليق