آخر الأخبار

الأحد، 8 مارس 2015

التشكيلي صباح شغيت : المرأة تجسيد حي للجمال البشري.. والعراق حاضنة الإبداع


ميسان/ ماجد البلداوي/
المرأة سر من أسرار الكون وتجسيد حي للجمال البشري وينبوع الحب والحنان أماً وزوجة، وبنورها التاريخي الذي صنعته في بناء المجتمع الانساني بل هي مخلوق جميل لذاته ودون تبرير... هكذا بدأ الفنان التشكيلي صباح شغيت حديثه لـ(نرجس) وهو يعتبر المرأة نقطة الجذب التي تجعل النظر إلى الاشياء منظارا مختلفا بوصفها تحمل موسيقى خاصة ونقطة جذب خاصة تلون الاشياء الأخرى بألوان الجمال وهي الحقيقة الأولى في تجربته الفنية.


وصباح شغيت تولد 1954، فنان تشكيلي ينتمي الى جيل الثمانينيات من القرن الماضي، بدأ فنانا تشكيليا واقعيا متنوع الإنتاج فهو يرسم ويخط ويرسم الكاريكاتير، له خمسة معارض شخصية اقيمت داخل العراق بين بغداد وكردستان والنجف والبصرة ومدينته العمارة، إضافة الى مشاركات جماعية داخل العراق وخارجه، عمل رساما لمجلة فراشات وقناديل للأطفال وعضو نقابة الفنانين العراقيين ورئيس الجمعية العراقية للتغيير.
يعتقد شغيت ان الفن موهبة من الله سبحانه وتعالى وهبها في الإنسان الذي لديه إبداع وعليه أن ينمي قدراته لكي يطورها ويحتك بمن حوله في هذا المجال لكسب المزيد من الخبرة، فموضوع الاختيار ليس له علاقة بجدلية الانسان مع الطبيعة والبيئة التي يعيشها فهو يعبر عن الشيء من نظرة وفكر وتعبير عما يشعر به ورغبة وإدراك في كيفية إخراجه بالصورة المطلوبة لذلك أرى ان الفنان هو من يبحث عن الفن التشكيلي بحكم ابداعاته، وارى نفسي احد هؤلاء الذين اختاروا هذا الفن.

وعن طقوس الرسم يقول «الفكرة هي وليدة اللحظة فالرسم لاتربطه طقوس معينة هو متنفس للروح كيف ما كانت الأجواء النفسية يكون العمل والتنفيذ داخل عالم اللوحة».
ويضيف «أما أسلوبي في الرسم ينتمي الى المدرسة التعبيرية والرمزية بعد الاستطلاع على اغلب المدارس الفنية» صحيح انه ظهرت مدارس فنية عديدة في القرن الماضي كالتكعيبية والوحشية والتعبيرية والدادائية والسيريالية والتجريدية والمستقبلية  وتأثرت كثيرا بأسلوب الفنانين الرواد سواء كانوا محليين او عالميين وربما أكثر من فنان لان كل فنان في العالم له بصمته الخاصة في الإبداع وتعجبني أعمال الآخرين من الفنانين الذين لهم موقع خاص في حياتي الفنية لأني اتعرف على هؤلاء الفنانين من خلال أعمالهم وأتابع انشطتهم الفنية عن طريق المعارض او الاعلام ومن كان داخل العراق أمثال المرحوم عبد اللطيف ماضي وفيصل العيبي وصلاح جياد وماهود احمد والقائمة تطول».

وعن هجرة الفنان على المستوى الفني الانساني الى خارج الوطن يقول:» لقد هاجر الكثير من الفنانين لاسباب مختلفة وان غالبية العراقيين يحبون ان يعيشوا في وطنهم وان يسافروا اما للسياحة او لطلب العلم او لغرض العلاج الى اي دولة ويعودوا الى العراق بعد سنين او شهور او ايام ولكن قدرا ما جعل المنافي خيارا وحيدا لهم في الغربة، نعم لقد هاجر الكثير من الفنانين العراقيين بسبب الحروب او الحصار والاضطهاد السياسي ونتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها الفنان العراقي تحديدا نجد انه ترك وطنه للبحث عن وطن بديل فيه الحرية لممارسة الابداع في فنه فالبعض استطاع ان يستفيد من العالم الجديد والتعايش مع الحضارة الغربية والتأثر بكل ماهو جديد ومتطور والاقتباس من المنجز الابداعي الأوربي ويحقق النجاح لدخوله الى الفن التشكيلي العالمي».

ويرى الفنان صباح شغيت  :»ان الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من الفنون الأخرى كالمسرح والشعر والموسيقى بل يتداخل ويندمج في جوهرها ضمن بوتقة واحدة الا ان لكل واحد منها خصوصيتها واليتها في التعامل، تتجاذب الفنون وتتداخل حين يكون الموضوع يتعلق بالجانب الفني وعلاقة هذا الجانب الفني بالروح والشعور الحسي والهاجس الإبداعي وتفترق وتتنافر حين تدخل في التكنيك ومفرداتها، صحيح ان الموهبة والخبرة المتراكمة تضع الفنان في إطاره الصحيح  حيث كنت ارسم وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية وكنت متميزا بين أصدقائي ولقبت برسام المدرسة وكبرت وزادت خبرتي كثيرا جراء مشاركاتي الكثير واهتمامي واطلاعي كثيرا».
وعن مشاريعه ورؤيته الفنية القادمة قال شغيت :» الطموح لا ينضب والرؤى تتفتح دائما بشكل دائري وتكبر تماما كما ترمي بحجارة في الماء وتشكل دائرة ضمن دائرة فتكبر الاولى وتلحقها التي تليها نتيجة هذا الفعل فتاتي واحدة تلو الاخرى هذا ما اصبو اليه لكن دون ان تتلاشى كما تتلاشى الدائرة من على سطح الماء عندها يضعف تأثير الفعل وهذا تابع لمجموعة من الظروف والعوامل لكي يعيشها الفنان، ومشاريعي مرتبطة ومرهونة بفلسفة ضمن معادلة عناصرها الحب.. المرأة .. الوطن .. لحرية القلق والعمل الدؤوب وأتمنى ان تعرض أعمالي في كل مكان وان يذهب جهدي الى الجمهور البسيط وان يخرج من قاعات العرض التي هي لجمهور النخبة، يخرج الى الأماكن البعيدة في الاقضية والنواحي والأرياف.


 ويرى الفنان صباح شغيت مستقبل الحركة التشكيلية في العراق بانها بدأت تستعيد أمجادها من خلال تحرك الفنانين أنفسهم بإقامة الأنشطة من معارض ومسارح وموسيقى وندوات ثقافية لأنني أجد ان وطن مثل العراق برغم ما يمر الا انه يظل بلد الحضارات ولابد ان  تنقشع هذه العاصفة ولدي احساس ان الحركة التشكيلية ستكون بخير.

0 التعليقات :

إرسال تعليق