آخر الأخبار

السبت، 28 سبتمبر 2013

الفنان أحمد البياتي: تمثال المرأة الريفية يمثل صوت الأهوار المخنوق


/حاوره: ماجد البلداوي/

انه فنان متعدد المواهب فهو إضافة الى كونه نحاتا ورساما وخزفيا فهو نجار وحداد وشاعر ونقاش وخياط وبناء وميكانيكي وحينما تدخل بيته تصاب بدهشة كبيرة عندما تجد ان كل شيء قد تحول الى قطعة منحوتة ابتداءً من مقبض الباب والشباك وانتهاء بسماعة الهاتف .. فغرفة الضيوف توزعت فيها اللوحات الزيتية والمائية وقطع السيراميك، وفي غرفة أخرى تجد اعمالا فخارية بأشكال مختلفة وغرفة ثالثة تحولت الى قاعة صغيرة تضم أدوات النحت وأعمالا نحتية وماكيتات لمشاريع فنية ونصب كبرى.. انها بحق مملكة فنية لمتاحف عجيبة تحكي تاريخا من مفردات الحياة اليومية.. وتظل تدور في هذه المملكة(البيت) فتبحث عن شيء تجلس عليه حتى تفاجأ بصخرة منحوتة على شكل كرسي..
 انه الفنان احمد فليح البياتي من مواليد (1945) حاصل على شهادة الدبلوم العالي في الترميم الفني من فلورنسا وشهادة الماجستير في التقنية الحديثة للمرمر والبرونز والحجر وحاصل على تخصص عالٍ بدرجة امتياز من مدينة كرارا بايطاليا
ولكي نلخص تجربة البياتي.. يكفي ان متحف الفن الحديث في مدينة ميلانو بايطاليا يضم تمثالامن(3-4) أطنان من مادة الرخام الأبيض كان قد انجزه..، كما يزخر بمنحوتاته المرمرية والبرونزية والحجرية.
وتمثال المرأة الريفية الذي ينتصب بالقرب من نهر الكحلاء عند منطقة الماجدية بمدينة العمارة والذي انجزه بظرف صعب وبطريقة فنية مبتكرة باستخدامه حديد البليت واللحام بحديد الزاوية يؤكد قدرة البياتي في انجاز مثل هذه الاعمال التي تنفذ للمرة الاولى على صعيد الشرق الاوسط.
 .قلنا للفنان أحمد البياتي: ماذا يعني لك تمثال المرأة الريفية؟ -فقال إن هذا التمثال حالة خاصة .. انه رحلة ممتعة مع المضامين الابداعية أعدها بقطرات العرق التي تصببت من جبيني خلال العمل.. أعدها بالدقائق العصيبة التي واجهتها والعراقيل التي وقفت أمامي حجر عثرة .. انه باختصار شديد سيرة لفنان أراد ان يقول شيئا للاجيال عن هذه المدينة الباسلة وشخصياتها المهمة المغيبة طوال أكثر من (40) عاما ومعاناتها كونها مدينة جنوبية .. انها تمثل صوت الاهوار الذي أرادوا خنقه ومدينة القصب التي هددتها العاصفة ومملكة الأسماك التي دسوا لها السم في الماء..،ان تمثال المرأة الريفية هو إرث فني جميل سيظل شاهدا حيا على عطاء الفنان وصبره وطاقته التي لا تحدها حدود .. انه رسالة مفتوحة للأجيال لتقرأ بين سطورها النازفة سفر الإبداع العراقي ومعاناة المرأة في زمن القحط والظلم والاضطهاد..،ويعد هذا العمل مغامرة لي في استخدام صفائح البليت التي تعد عملية تطويعها صعبة جدا إلا ان إصرارنا على خوض غمار هذه التجربة والمراهنة مع النفس والواقع والظروف جعلنا نتوصل إلى هذه النتيجة الطيبة.. ان التمثال هو امتداد حي للماضي وهو بمثابة حبل المشيمة الذي يتصل بالحاضر أيضا على وفق منظور فني جديد.
وما هي مواصفاته الفنية؟

العمل يتكون من أربعة أجزاء إضافة إلى القاعدة وقد نفذ بطريقة فنية مبتكرة باستخدام البليت سمك 18 ملم ويبلغ طول التمثال 23 مترا مع القاعدة التي تمثل متحفا صغيرا وبشكل مضلع من الخارج ..، والتمثال هو ثالث عمل في العالم وأول عمل في الشرق الأوسط ينفذ بطريقة اللحام البارد من حديد الزاوية وصفائح البليت.. وقد شكلت مقاطع العمل تشكيلات ذات قيم كتلوية تتفاعل مع الفراغ وإن الحس المنظوري للعمل يوحي للمشاهد بأن النصب قد خلق من كتلة طينية وبخطوط ومنحنيات تجسد المعاني الروحية بأبعاد إنسانية للرموز التي شكلتها كل المقاطع المرتبطة بهذا الفرح .. لقد جعلت منه كتلة صلدة متحركة ليس في عرضها فحسب بل في طولها لكي تولد رموزها ودلالاتها فهناك مزج بين النخلة وسعفها مع غطاء الرأس وكذلك بيادر الحنطة والشعير التي تطوق رأسها بقارات العالم الخمس..، أما قرطها المتدلي من أذنها اليسرى فهو رمز للثروة السمكية وآلات الصيد /الفالة والفانوس/ وخصلة شعرها المنسدلة على كتفها الأيمن هو رمز للإلياذة القديمة السومرية حيث آلهة الحب والخصب والجمال عشتار إنها تحمل مضامين الاهوار بكل مفرداتها ومعاناتها..
وهل لديك أعمال نحتية خارج القطر؟

نعم لقد أقمت عدة معارض لاعمال النحت على المرمر والرخام في معرض متحف الفن الحديث في مدينة ميلانو إضافة الى تماثيل صغيرة بحجوم مختلفة لا تزال موجودة في متاحف إيطاليا. 




0 التعليقات :

إرسال تعليق