آخر الأخبار

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

ارتفاع المهوروتاخر سن الزواج.. ثنائية هل تقبل الانفصام؟

 

 

/ تقرير ماجد البلداوي...
لازلت بعض الظواهر والعادات السيئة المتوارثة في مجتمعنا سائدة بالرغم من التطور الذي حصل على بنية المجتمع العراقي الذي غير الكثير من العادات والتقاليد التي كانت تشكل اعباءا ثقيلة وتشكل اساءات بالغة ليس لها مايبررها.
 واقصد المبالغة بمهور الزواج وممارسة ظاهرة إطلاق النارية ونثر المبالغ المالية في مناسبات الزواج والأفراح المختلفة مما يعرض العائلة إلى المنغصات  نتيجة الخسائر غير المحتملة بدلا من إشاعة الفرح بين أفراد العائلة.
ولأننا لسنا في زمن أصبح فيه السلاح هو اللغة الوحيدة للتفاهم بدلا من الحوار الهادئ واللسان الجميل فعلينا ان نعرف ان لسان الإنسان ليس للأكل فقط ولاتكتمل رجولة الإنسان بامتلاكه السلاح.
الوكالة الوطنية العراقية للأنباء/ نينا/ تابعت هذا الموضوع وألتقت بأصحاب الشأن لمناقشة أسباب ونتائح وتداعيات هذه الظواهر.
 يقول الباحث الدكتور كريم الموزاني الاختصاصي في قسم الإرشاد النفسي:" ان لجوء البعض الى استخدام السلاح يؤكد حقيقة واحدة مفادها ان البعض يعانون من ضعف الثقة بالنفس فيشعرون أنهم فئة مهمّشة عديمة التأثير في المجتمع و في هذه الحالة سيكون السلاح بالنسبة لهم مصدرا لجذب الانتباه ومجرد نظر الناس إليهم حين يحملون السلاح سوف يعطيهم شعور بالأهمية ويملأ لديهم هذا الفراغ المتسبّب في ضعف الثقة بالنفس.
وأضاف:" ان حفلات الزواج تستقطب الكثير من الناس وبالنسبة لبعض الشباب هذه هي ـ البيئة المثاليةـ  لعرض العضلات المتمثّل في إطلاق النار.
إضافة إلى لجوء البعض الآخر إلى المبالغة في المهور وإقامة حفلات الزواج الفخمة صحيح إننا نعرف جيدا  تكاليف الزواج وبالرغم من ذلك هناك فئة كبيرة من الناس لا تكترث لموضوع التكاليف فنجد كل أنواع البذخ الفاحش الذي يهدف للتباهي لا غير وقد يقول قائل /ما لك دخل هذه فلوسه وهو حر فيها/ لكن المشكلة أنّ هذه المبالغ التي تُصرف على الألعاب النارية /التي لا لزوم أو مبرر لها/ وعلى أصناف الطعام الكثيرة  إلا انه من غير المنطقي أن يأكل الحضور أشهى أنواع اللحوم على صوت سماع الموسيقى ومشاهدة المفرقعات النارية وذلك على حساب النجّار المسكين وغيره ممّن لا زالوا ينتظرون حقوقهم من صاحب العرس!
هي ليلة فرح واحدة، بضع ساعات وتنتهي فلماذا هذه /الفخفخة/ وهذا الفخر الزائف بدون حق؟
وتابع:" وكذلك الإفراط في نثر النقود على المطربين والمطربات  حتى  أن البعض من ذوي الرغبات في ارتقاء درجات مرتفعة في السلم الاجتماعي مع إن دخلهم محدود يميلون إلى تقليد ما تفعله الأسر المتمكنة اعتقادا منهم بان إنفاق مبالغ كبيرة من المال سيرفع مكانتهم وهذا غير صحيح اذ يجب ان يكون هناك نوع من الوعي لتجنب هذه المبالغات بالحدود المعــــــــقولة وحسب الإمكانية المتاحة  كما يجب على الاسر المتمكنة أن تراعي ظروف الآخرين لان هذا يؤثر على مشاعرهم ونحن في الوقت الحالي بحاجة الى مراعاة مشاعر الآخرين وعدم التأثير عليهم سلبا باي شكل من الأشكال .
ويقول ناجي محمد عباس – موظف – /لم أتزوج حتى الان بسبب ارتفاع الأسعار في حين ان راتبي المحدود الذي لا يكفي سوى للإنفاق على نفسي و مساعدة أسرتي في حين ان الزواج بحاجة إلى مبالغ كبيرة لا استطيع توفيرها.
 وأضاف:" ان العاقل هو من يجنب نفسه هذا الأمر فحتى ان استطاع الشباب أمثالي تامين مبلغ  كاف للزواج هناك مسؤوليات اكبر في تكوين أسرة وتنشئة أطفال وهذا أمر صعب)
ويقول خالد طارق كاظم  – طالب جامعي – ليس لدي عمل ولم أكمل دراستي بعد وأسرتي  لا تملك المال الكافي لتزويجي وأنا بانتظار ان احصل على عمل لأكون نفسي أولا ثم انشغل بالبحث عن الفتاة المناسبة رغم ان معظم الاسر الان تطالب بمبلغ كبير و إذا ما تقدمت لخطبة أحداهن و طُلب مني مبلغ كهذا الذي نسمع عنه الان سأتراجع واترك الموضوع نهائيا.
ويشير مصدر صحي في دائرة صحة ميسان:" ان معدل الإصابات التي تحصل شهريا بسبب الطلق الناري العشوائي يكون سببها غالبا مناسبات الاعراس وحالات الفوز العراقي بكرة القدم.
 ويضيف:" ان من بين عدد الإصابات الحاصلة منها إصابات مميتة والتي تحصل بين عوائل القرى والأرياف نتيجة ضعف التثقيف  وغياب الأجهزة الأمنية التي يفترض ان تكون شديدة بملاحقة ومتابعة ومحاسبة مطلقي الأعيرة النارية التي كثيرا ماتؤدي الى الإصابة والوفاة.
 ان على رؤساء العشائر بخاصة تقع مسؤولية حصول مثل تلك الحالات التي اصبحت مسيئة وغريبة عن مجتمعنا  في استخدام السلاح عند الاحتفال لأنها تمثل ظاهرة غير حضرية وسلوك خطير يدل على أنانية وعدم مبالاة بحياة الآخرين لكن تبقى مبادرة وجهاء المجتمع والأجهزة المعنية إلى وئد هذه المبادرة عاملاً أساسياً في إنهائها من خلال توقيع مواثيق شرف تجبر أبناء عشائرهم على الامتناع عن هذه الممارسات، وإن إطلاق الرصاص في الهواء تعبيراً عن الفرح عادة قديمة، وقد حان الوقت لإنهاء هذه الممارسة قبل أن تحصد المزيد من الضحايا."
ويقول الدكتور محمد اللامي أستاذ علم الاجتماع:" ان من ابرز حالات ممارسة المبالغة في مهور الزواج والتي اصبحت
آفة باتت تهدد كيان المجتمع كما تشير إلى ذلك الدراسات والإحصائيات  حيث أظهرت الدراسات أن عدد من وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين دون زواج وصل إلى تسعة ملايين شخص، منهم ما يزيد على ثلاث ملايين امرأة، وستة ملايين رجل ووَفْقاً للإحصائيات فإن نسبة النساء العازبات وصلت إلى 51% من إجمالي عدد النساء، من بينهم أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن رغم تجاوزهن سنَّ الرابعة والثلاثين وفي السياق فإن نسبة العازبين بلغت 85% وهذه الظاهرة تختلف نسبتها من بلد إلى آخر، ومن بيئية إلى أخرى، تبعاً لاختلاف الأسباب المؤدية إليها.
ويضيف:" ان من ابرز أسباب ذلك هوالمغالاة في المهور والتباهي فيها وهذا سبب رئيسي في هذه المشكلة وعائق كبير يحول دون زواج كثير من الشباب والشابات الراغبين في الزوج وكما يشهد بذلك الواقع.

/تحسين الظروف المعيشية أسهم في الإقبال على الزواج/
ويقول رئيس محكمة استئناف ميسان الاتحادية القاضي حيدر حنون:"ان تحسن الظروف المعيشية أسهم في  ارتفاع نسبة حالات الزواج مقارنة بحالات الطلاق خلال العام الجاري وان نسبة المتزوجين بلغت/2086/ بينما بلغت نسبة المطلقين/297/.
وعزا حنون سبب ذلك الى تحسن الظروف المعيشية وارتفاع دخل الفرد الامر الذي أدى الى إقبال الشباب على الزواج فيما تواصل الجهات المعنية على انجاز عقود الزواج بالسرعة الممكنة فيما يتم اخضاع دعاوى الطلاق الى الدراسة والبحث الاجتماعي لإصلاح ذات البين وإعادة الحياة الزوجية الى وضعها الطبيعي بين الزوجين بعد التواصل الى حلول للخلافات الحاصلة بينهما بطريقة مرضية للطرفين واللجوء الى إيقاع الطلاق بينهما بعد استنفاذ كل ذلك وفي اضيق الحدود حفاظا على الأسرة العراقية.

/ظاهرة العنوسة لدى النساء وعزوف الشباب عن الزواج/
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة العنوسة لدى الفتيات العراقيات تزيد على 30% ويعزو البعض السبب في هذا الارتفاع إلى الحروب و الاعتقالات و التهجير و الهجرة التي شهدها هذا البلد ما أدى إلى وجود خلل في التركيبة السكانية واختلال التوازن الاجتماعي وتكاد تكون النسبة متغيرة تبعا للظروف المحيطة في البلد نتيجة حالات العنف وتردي الأوضاع الأمنية التي سببت ازدياد عدد الأرامل والمطلقات والتداعيات الحاصلة في بنية المجتمع نتيجة حالات التهجير والهجرة بين الطوائف التي تمثل مكونات المجتمع
وتقول الباحث الاجتماعية في محكمة الأحوال الشخصية ليلى جعفر :" إن ظهور ظاهرة / العنوسةً/  و/العزوبية/ التي أصبحت من الظواهر المخيفة التي تستوجب الدراسة والبحث للتصدي لها يقف في مقدمة أسبابها الجانب المادي والاجتماعي  والمهور العالية و طلبات الأهل التي تثقل كاهل الشاب المتقدم للزواج كل هذه العوامل أدت إلى تفشي ظاهرة العنوسة و تأخير سن الزواج  الأمر الذي ادى الى حصول العديد من  المشاكل الاجتماعية ولذلك صار  شبح العنوسة يُطارد أذهان الكثير من الفتيات والنساء عادة وخاصةً مع ارتفاع نسبتها في مجتمعنا إلا ان هناك أصوات بدأت تطالب الرجال المتزوجين بالمساهمة في حل تلك المشكلة من خلال إقبالهم على فكرة تعدد الزوجات المستمدة من الشريعة الإسلامية لحلول لمثل هذه الظاهرة.

 وتضيف الباحثة:" ان موضوع العنف الأسري اثر بشكل مباشر على تزايد حالات الطلاق  وفي الجانب الأخر تظل أحلام الهجرة للشباب الى خارج البلد تشكل هي الأخرى من احد أسباب عزوف الشباب عن الزواج الذي صار يمثل الحلم الذي اهتمامات وأمنيات الكثيرين منهم./انتهى











0 التعليقات :

إرسال تعليق