آخر الأخبار

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

مسؤولون وخبراء يحذرون من حصول هجرة من الريف الى المدينة





ميسان/ تقرير ماجد البلداوي/
حذر عدد من والمسؤولين والخبراء، ، من حصول هجرة من الريف إلى المدينة بمحافظة ميسان في حال عدم إيجاد حل مناسب لمشكلة شحة المياه لاسيما في المناطق التي تعتمد على الزراعة في معيشتها، في حين توقع خبير في مجال الأهوار بحصول جفاف بالأهوار خلال السنتين المقبلتين. وقال الخبير في شؤون الأهوار جاسب المرسومي إن "شحة المياه إذا بقيت بدون علاج ستؤدي إلى جفاف أهوار ميسان خلال السنتين المقبلتين وحرمان المحافظة من أهم المناطق السياحية والاقتصادية".
 وطالب المرسومي الحكومة المركزية بـ"إيجاد حل لهذه المشكلة بالتنسيق مع الدول المجاورة ومنها تركيا وإيران وسوريا قبل حدوث هجرة منظمة من الريف إلى المدينة لاسيما في محافظة ميسان فضلا عن كارثة إنسانية وحضارية متمثلة بجفاف الاهوار والأنهار معا". من جهته قال خبير في الموارد المائية المهندس كاظم قاسم علي  إن" مشكلة شحة المياه ليست مقتصرة على محافظة ميسان بل تشمل معظم المحافظات العراقية  وذلك لكون خزين المياه في سد الموصل آخذ بالنفاذ بسبب قلة هطول الأمطار بالإضافة إلى كثرة السدود المقامة على الأنهار من قبل الدول المجاورة وخاصة تركيا". وأوضح أن "كمية المياه الواصلة لمحافظة ميسان عن طريق نهر دجلة انخفضت إلى 140 متر مكعب بالثانية بعد أن كان في الموسم السابق 160 متر مكعب بالثانيه"، لافتا إلى أن "السبب في حصول شحة في بعض المناطق ومنها ناحية الخير ومنطقة المعيل في قضاء الكحلاء يرجع إلى عدم تعاون الفلاحين في تلك المناطق".
وتابع "أنهم يعمدون إلى استعمال المضخات عند صدور الأنهر لسقي مزروعاتهم مما يؤدي الى شحة كبيرة في المياه الواصلة إلى المناطق التي تقع في نهاية الأنهار"، وأردف أن هذا الأمر "يسهم بهجرة بعض المزارعين إلى المدينة". وبشأن المعالجات التي اتخذتها دائرة الموارد المائية لمعالجة شحة المياه ذكر علي أنه "تم الاستفادة من منحة الحكومة الطارئة لعام 2008 وذلك بتنفيذ 12 ناظما اروائيا بالإضافة إلى تطهير خمس قنوات اروائية في مناطق مختلفة من الأقضية والنواحي في المحافظة".
 واوضح:" إن مشكلة شحة المياه "تمت مناقشتها مع وزير الزراعة ومتخصصين في وزارة الموارد المائية  في محافظة بغداد بعد ورود بعض الشكاوى من قبل المواطنين  وهجرة البعض منهم إلى المناطق المدنية". وافاد أنه تم "تشكيل لجنة من وزارة الزراعة والري لمعاينة المشكلة على الواقع من خلال زيارتهم لمحافظة ميسان والإطلاع على مشاكل المواطنين وخاصة مشكلة المياه".
الا ان المرسومي حمل "مسؤولية شحة المياه لأنها تتحمل العبء الأكبر من هذه الكارثة الإنسانية إضافة إلى وزارة الموارد المائية  لعدم اهتمامها بالموضوع وكان الأمر لا يعنيها"، بحسب تعبيره. وأضاف  صكر أن الحكومة العراقية "طورت علاقاتها مع معظم الدول الأجنبية حتى وصلت إلى استراليا لكنها لم تخطط يوما لتطوير علاقاتها مع تركيا التي تعتبر أهم دولة مجاورة وذلك لسيطرتها على  نهري دجلة والفرات". وأوضح أن المعاناة "لم تقتصر على الجانب الزراعي والحيواني بل تعدته إلى الجانب الصحي"، كاشفا عن "حصول سبع إصابات بمرض الحصبة بين الأطفال لتلوث مياه الشرب الراكدة التي لم تتحرك من مكانها منذ أشهر".
 من جانبه قال المزارع محمد نجم الحميداوي من قرية الحميد في ناحية الخير  إن شحة المياه "دفعت بالمزارعين الساكنين في الناحية للتفكير بالهجرة من مناطق سكناهم الأصلية إلى مركز المحافظة بعد أن شحت المياه في نهر العز وهو النهر الوحيد في الناحية".
 وأضاف الحميداوي:" أن معظم الفلاحين "تعرضوا لخسارة كبيرة في المحصول الشتوي بعد أن قاموا بزراعة أراضيهم بمحصولي الحنطة والشعير إلا ان شحة المياه أدت إلى قلة المنتوج بحيث لم يسد تكاليف زراعته".وذكر أن الأمر "لم يكن مقتصرا على الحاصل الزراعي بل تعداه إلى الثروة الحيوانية وعدم توفر أماكن الرعي بعد أن تحولت الأراضي الزراعية إلى أرض قاحلة مما دفع بعض المزارعين لبيع مواشيهم والتفكير بشراء قطعة أرض في المحافظة لتكون مسكنا بديلا من الناحية.


0 التعليقات :

إرسال تعليق